أحلام على شاطئ المحيط .............. فكرة صاغها : جابر اليوسف
حين كان لصخب المدينة وضجيجها دافعاً لأن يذهب إلى ساحل المحيط حيث السكون ونسائم البحر اللطيفة، جلس يتأمل مادّا بصره نحو إفق المحيط.. وبينما كان يصغي لصوت الأمواج التي تضرب الشواطئ فيخال انه يسمع سمفونية من نوع آخر، وبينما هو في تأملاته إذ انتابته فكرة كيميائية...!
بعد أن شاهد أطناناً من أصداف المحار متكدسة على امتداد الشاطئ الرملي.. صاح بصوت مشوب بالدهشة "إنها كربونات الكالسيوم"!.. حتى في استراحته لم تفارقه أفكار الكيمياء وإرهاصاتها.. (هل بالإمكان أن استخلص عنصر المغنسيوم من مياه المحيط؟)، هو يعلم أن ماء المحيط يحتوي على كلوريد المغنسيوم، وسرعان ما تداخلت أفكاره مع بعضها ليشرع بحفر قناة لتجميع المياه.. بعدها شمّر عن ساعديه ليجمع أصداف المحار.. ثم أنشأ محرقة كي يحرقه ليتفكك إلى أوكسيد الكالسيوم وغاز ثنائي أوكسيد الكربون.
وبينما هو في عملية الحرق لإنتاج أوكسيد الكالسيوم اتصل بصديق له لكي يجلب له ماءً نقياً.. أخذ أوكسيد الكالسيوم وأضاف إليه الماء النقي فتكون محلولاً من هيدروكسيد الكالسيوم.
وبعد أن حصل على هذا المحلول نقله إلى مستودع آخر ليمزجه مع ماء المحيط فيتكون هيدروكسيد المغنسيوم. لاحقاً، أرسله إلى خزان خاص ثم بعدها قام بتصفيته ليتخلص من الشوائب.. يبدو أنه قد حصل على محلول من هيدروكسيد المغنسيوم... إنه بحاجة ماسة لحامض الهيدروكلوريك.. إتصل بشركة حتى تجهز له كمية من الحامض ريثما يبني محطة لتحضير حامض الهيدروكلوريك ويستغني عن استيراد الحامض. وحين وصل إليه حامض الهيدروكلوريك أضاف إليه محلول هيدروكسيد المغنسيوم، وبعدها تفاعل الاثنان وتكوّن كلوريد المغنسيوم وهو عبارة عن محلول مخفف.. عليه أن يزيد من تركيزه فأرسله إلى مبخرات، وأخيراً حصل على محلول مركز من كلوريد المغنسيوم، وعليه أن يجفف كلوريد المغنسيوم فأرسله إلى مستودع التجفيف... والآن أنشأ خلية تحليل كهربائي بعد أن قام بصهر كلوريد المغنسيوم فترسب عنصر المغنسيوم عند كاثود الخلية على شكل قضبان يجمعها بين الحين والآخر... أما غاز الكلور المتحرر عند آنود الخلية ولم يتركه بل قام بتجميعه في مستودع آمن ريثما ينشئ محطة لتحليل الماء كهربائياً ليجمع الهيدروجين فهو بحاجة إليه ليفاعله مع غاز الكلور لإنتاج غاز كلوريد الهيدروجين.
في المختبر قام بخلط غازي الكلور والهيدروجين فتكون كلوريد الهيدروجين، ثم أضاف إليه كمية من الماء النقي فتحول إلى محلول حامض الهيدروكلوريك الذي سيستعمله لتحضير كلوريد المغنسيوم ويتوقف عن استيراده..
اكتمل مشروعه وجمع كمية من المغنسيوم، ثم فكر بإيجاد أسواق لبيعه وبينما كان منهمكاً ويفكر في الأمر رنّ نقاله الخلوي.. ،إنها مكالمة من أسرته تخبره عند عودته عليه أن يجلب معه صموناً أو خبزاً...!